أندية المدينة المنورة- من أمجاد كرة السلة إلى الانهيار المرير

المؤلف: سامي المغامسي10.19.2025
أندية المدينة المنورة- من أمجاد كرة السلة إلى الانهيار المرير

عندما يُذكر اسم كرة السلة السعودية، يتبادر إلى الذهن تلقائيًا أندية المدينة المنورة، وعلى رأسها أُحد والأنصار. أُحد، النادي العريق الذي تزين تاريخه بالذهب والإنجازات الباهرة، والذي أنجب نجوماً سطعوا في سماء اللعبة، كيف وصل إلى ما هو عليه الآن؟ أين مجده التليد؟

أُحد، الذي كان سبّاقًا في تحقيق أول بطولة خارجية في مختلف الألعاب الرياضية، يعاني اليوم الأمرين في الدوري الممتاز، إذ يبحث بشدة عن شراع النجاة الذي ينتشله من قاع الهبوط، فهو يقبع في المركز قبل الأخير، وهو مركز لم يعهده في تاريخه المديد. لقد تحول أُحد إلى محطة سهلة المنال لخصومه في الدوري، بعد أن كان في الماضي القريب فريقًا يخشى الجميع بأسه وبطشه، ويصعب هزيمته. إنه حقًا مشهد مؤلم ومحزن لعشاق هذا النادي المديني الأصيل، الذين يشاهدونه في وضع لا يليق إطلاقًا بتاريخه العريض. الأسباب واضحة وضوح الشمس، وقد تناولتها مرارًا وتكرارًا في مقالات سابقة. جماهير أُحد الوفية، التي عاصرت أمجاد الفريق الغراء، هجرت المدرجات بعد أن رأت فريقها، الذي كانت تعقد عليه الآمال، في وضع مزرٍ لا تحسد عليه. ولكن يبقى الأمل معقودًا على الفئات السنية الشابة في إعادة إحياء ذلك التاريخ المجيد وانبعاث توهجه من جديد.

لقد عشت سنوات طويلة مع كرة السلة، ولكنني لم أرَ أُحد في هذا الوضع البائس والمتردي من قبل. وكأن أندية المدينة المنورة تقول بلسان الحال: «ارحموا عزيز قوم ذل».

هذا فيما يتعلق بفريق أُحد، ولكن ماذا عن فريق الأنصار الذي يئن تحت وطأة الهبوط منذ سنوات مضت؟ إنه ينتظر رفيق دربه (أُحد)، الذي بات قاب قوسين أو أدنى من مشاركته رحلة المعاناة في دوري الدرجة الأولى، بعد أن كان فارسًا مغوارًا في كرة السلة السعودية وأحد الركائز الأساسية للعبة في المملكة. أين هو الأنصار الآن؟ ما الذي حل به؟ ومن هو المسؤول عن وجوده في دوري الدرجة الأولى؟ لا تسألوني أنا، بل اسألوا لاعبي الأنصار الذين غادروا الفريق وارتحلوا إلى أندية أخرى! اسألوهم: لماذا لم يستمروا مع ناديهم الذي كان يومًا بطلاً من أبطال هذه اللعبة؟

يا للحسرة ويا للخيبة على ما يحدث لأندية طيبة الطيبة! هل تستطيعون إعادة إحياء هذا التاريخ الزاهر يا إدارات أندية المدينة المنورة؟ أعطونا تفسيرًا مقنعًا لما يحدث لهذا الانهيار المريع في كرة السلة وكرة القدم على حد سواء؟

إنكم تعلمون وتدركون جيدًا أن أندية المدينة المنورة هي معقل كرة السلة، وهي الرافد الأساسي للمنتخبات الوطنية. لقد كانت العديد من الإدارات السابقة تدرك تمام الإدراك أن كرة السلة هي خط أحمر لا يمكن تجاوزه أو العبث بتاريخها، وحافظت بكل ما أوتيت من قوة على منجزاتها ومكتسباتها السابقة. ولكن ماذا فعلتم أنتم؟ لقد أوصلتم أنديتكم إلى أبعد نقطة من التدهور لم تكن في الحسبان.

التاريخ لن يرحم أحدًا، وسيظل شاهدًا أبديًا على من كان المتسبب في هذا الوضع المزري الذي أوصل أندية المنطقة إلى هذا الدرك السحيق. كنت آمل وأتمنى من صميم قلبي، ولكن للأسف الشديد خابت كل آمالي، وتبددت كل أمنياتي في مهب الريح.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة